لماذالم يظهر ريال مدريد بالمظهر المامول منه من عشاقه ؟ سؤال بدر على خاطرالعديد من المتابعين ونحن نشاهد لقاء ليفانتي امام ريال مدريد والذي انتهىبالتعادل السلبي الذي اضاع على النادي الملكي صدارة الليجا، وهي الصدارةالتي كان قد وصل لها وهو اقل فريق يحتل المركز الاول احرزاً للاهداف خلالالـ20 عام الماضية.
في واقع الامر لابد من الاشارة اولاً الى انريال مدريد بات فريقاً صلداً جداً دفاعياً ويفوق كل الفرق الاسبانية فيهذه النقطة في الوقت الحالي بما فيها برشلونة الذي قد يخدمه وسطه فيالمحافظة على الكرة بعيداً عن خطوطه الخلفية لكن بمجرد اختراق خط وسطهيعاني النادي الكتلاني امام مرماه، لكن تبقى الفرق الاسبانية ككل بعيدة عنالصلادة الدفاعية التي تتمتع بها الفرق الانجليزية على سبيل المثال.
1 – تداخل المهام واضح جداً في النادي الملكيمنالواضح ان جوزيه مورينيو يتحسس خطاه في اللوس بلانكوس، فالعبقري البرتغاليلم يتوصل بعد للتوليفة المثلى التي تمنحه ما يريده من الفريق. لعل تحسسهلخطاه هذا لم يساعده حتى الان في التوصل لافضل طريقة تبعده عن تداخلالمهام الملحوظ جداً في المباريات الماضية.
كيف تتداخل المهام ؟الرسم التكتيكي لريال مدريد هذا العام قريب جداً وربما يتماثل مع الرسمالتكتيكي للمدرب السابق مانويل بيلجريني باللعب بطريقة 4/2/3/1 لكنالمشكلة في ان العناصر جديدة تفتقد للقدرة على تقديم اقصى ما لديها في هذهالطريقة التي لم يعتد اغلبهم على اللعب بها مع فرقهم واخص بالذكر انخيل ديماريا وبيدرو ليون او على الاقل لم يكن مطلوباً منهم هذه المهام في هذهالخطة بل كان مطلوباً منهم اللعب اغلب الوقت على الخط وعدم الدخول لقلبالملعب بكثرة كما يحدث مع الميرينجي.
كل هذا لم يكن ليحدث لو انكريستيانو رونالدو لعب كواحد من هذين الجناحين، لكن المشكلة في ان مورينيويشركه كراس حربة ثاني الا انه CR7 بفطرته تجده كثيراً عند الاجنحة فيغالطدي ماريا على الرواق الايسر ثم يذهب للجناح الايمن فيفقد خطورته بسبب غيابالمساندة الحقيقية والتي سنتحدث عنها مع سيرخيو راموس.
واذا كانتمهام الاجنحة تتداخل بسبب لعب رونالدو في مكان غير الموضوع له، فان لاعبيالارتكاز تشابي الونسو وسامي خضيرة رغم انهما يقدمان اداءاً جيداً في اغلبالاوقات الا انه تشعر دائماً وان هناك عدم وضوح لمن يجب عليه التغطية ومنيجب عليه التقدم .. يساهم في ذلك ان اللاعبين تقريباً يمتلكان نفس القدراتلكن على مورينيو ان يكون اكثر حسماً في هذا الامر فحتى فرق كاتلتيكو مدريدالتي تلعب بمتوسطي ميدان صريحين بدون وجود صانع العاب منهم –عكس فالنسيامثلاً الذي يلعب فيه بانيجا امام البيلدا- يكون هناك مهام محددة فلا يتقدمباولو اسونساو بدون تغطية من راؤول جارسيا والاخير هو الذي يتضح انه موكلاليه مهمة التقدم للمساندة اما البرازيلي فموكل له مهمة التغطية مع بعضالاستثناءات.. هذا الامر غير موجود من الونسو وخضيرة.
2- فقدان رونالدو وهيجواين للثقةهذهالنقطة بالذات تستدعي السؤال القديم قدم الازل .. "البيضة ام الفرخة ؟" ..هل فقد رونالدو وهيجواين الثقة بعد اضاعتهما للعديد من الفرص خصوصاًالثاني ام انهما اضاعا الفرص بسبب كونهما فاقدي الثقة ؟ بغض النظر عنالاجابة التي ارجح الاحتمال الاول فيها لكن هناك حلولاً كثيرة لهذا الامر.
بدايةيجب التنبيه على رونالدو بعدم "الهوس" باحراز الاهداف لان ذلك يجعله اكثراهداراً للفرص وهو ما يعلمه كل من لمس كرة القدم ولو حتى في الشارع. منالجميل ان يدافع مورينيو عن رونالدو امام وسائل الاعلام لكن في الغرفالمغلقة يجب ان يكون هناك حديثاً اخر فلا يمكن ان يجلس الجميع وهو شبهمتيقن من انه ان استلم رونالدو الكرة على الجانب الايسر فاعلم انه سيدخللقلب الملعب وسيسدد لا محالة بسبب هذا الامر.
اما عن هيجواين فان"قرصة اذن" هي الحل الامثل .. هذه القرصة ستكون لمصلحته قبل كل شيء،فالريال في الوقت الحالي يكون في حاجة ماسة لاحراز الهدف الافتتاحي الذييسهّل الامور ويريح الاعصاب، لكن كون هيجواين هو اول من يُطلب منه ذلكفهذا سيضاعف من توتره .. برايي اشراك بنزيما من البداية وادخار هيجواينلحين تسجيل الريال لهدف هو الانسب ومن ثم اشراك الارجنتيني في توقيت يشعرفيه انه ليس مطالباً بطريقة عاجلة بالتسجيل ومن ثم سيعود للتهديف الذيعوّد جماهير الريال على غزارته معه في الموسم الماضي وما قبله.
كلهذا تزامن مع عدم صبر جماهير الميرينجي على من سجلا 53 هدفاً للفريق فيالليجا فقط الموسم الماضي، فخرج رونالدو عن شعوره واخطا في حق عشاقالبلانكوس وفقد هيجواين كل الهدوء الذي كان يمتاز به من قبل.. اذكر حادثةبسيطة شاهدتها في لقاء فالنسيا مع راسينج سانتاندير، وهو اللقاء الذي سجلفيه الخفافيش هدف التقدم لمادورو ثم تفنن اريتز ادوريث –بديل فيا- فياضاعة الفرص في الشوط الثاني لكني رايت لاعبو فالنسيا يلتفون حوله ويشدونمن ازره وهو نفس الامر الذي حدث من جماهير اللوس تشي التي حيّت اللاعبفعاد للتهديف من جديد امام بورصا سبور وسجل هدف التعديل امام اتلتيكومدريد فاستعاد كامل ثقته بدون شوشرة كبيرة عليه لانه طالما الجميع يعلمقدرات اللاعب وانه موهوب في الاصل فمن حقه على الجماهير ان تصبر عليه، وانكان ادوريث جديداً على فالنسيا وبديلاً للعملاق دافيد فيا فما بالكمبهيجواين الذي ساهم كثيراً في انتصارات النادي الملكي منذ ان وصل قبل 4مواسم، لكن الان فات الحديث عن المساندة وباتت الحاجة الى الاقتراح باشراكبنزيما ملحاً في الوقت الحالي.
3- كيف تطلب من اجنحة كلاسيكية التهديف طوال الوقت ؟انكان بيدرو ليون لم ياتي بطلب مورينيو، فلا اعلم ان كان الرجل الخاص قد طلبضم دي ماريا الى الفريق خصيصاً ام لا .. دي ماريا لاعب مميز جداً لكنهمميز في شيء معين وهو الانطلاقات على الاجنحة لكن غزارته التهديفية ليستمتواجدة وتالقه مع بنفيكا في المواسم الماضية خصوصاً الاخير كان بسببصناعته للاهداف واللعب لكن مسالة الاهداف معه هذه ثانوية فهو لم يتعدَالـ10 اهداف في موسمه الاستثنائي الماضي في كل المسابقات .. بالطبع قدتظهر لمحة جميلة منه –لانه لاعب موهوب اساساً- كما حدث امام ريال سوسييدادلكن الاعتماد على هذا الامر لن يجدي.
لماذا يتم الاعتماد عليه فيهذا الامر ؟ منذ ان تسلم جوزيه مورينيو زمام الامور في تشيلسي وانا لم ارىالبلوز يضمون جناحاً بالمعنى المفهوم، بل ان الجناح الوحيد الاساسي الذيكان موجوداً مع الفريق كان ارين روبين وانقلب عليه مورينيو بسبب عدم قيامالاخير بمهام يطلبها منه بجانب كثرة اصاباته لكن حتى في الوقت الذي كانيلعب فيه روبين كان لديه القدرة اكثر من دي ماريا على الدخول في العمقوالتسجيل، لكن بالنظر الى خط وسط تشيلسي فستجد لامبارد، ايسيان، بالاكسابقاً، اوبي ميكيل، تياجو سابقاً وغيرهم وكلهم لاعبو وسط متعددي المهامتشعر وانه لا مركز معين لهم بل هم يتبادلون الادوار باللعب كوسط دفاعيوصانع العاب وموزع وربما جناح وهو النوع المفضل دائماً لدى مورينيو الذيكان في بعض الاحيان لا يشرك جو كول لنفس الاسباب السابقة لروبين.. الوحيدالمتواجد بهذه النوعية في الريال هو جرانيرو ومستواه لا يشفع له باللعباساسياً. تكرر نفس الامر في الانتر فنجح مورينيو لان النوعية متوافرةوبكثرة في كامبياسو، موتا، ستانكوفيتش وهؤلاء ليسوا باجنحة من الاساس لذلككانوا قادرين على تنفيذ فكر مورينيو ببراعة.
تجسد ذلك في مشاركةبيدرو ليون امام ليفانتي، فليون جناح كلاسيكي بارع وحتى ان كانت اهدافهكثيرة في الموسم الماضي فمن يشاهد مباريات خيتافي سيعرف ان اهدافه هذه اتتبشكل رئيسي من الركلات الحرة والتسديدات من خارج المنطقة، وفكرة تواجدهداخل المنطقة كما حدث امام ليفانتي ليس معتاداً عليه فوجدناه يطيح بكراتسهلة للسماء.. الريال كان يحتاج لاجنحة معتادة على الدخول لعمق الملعبوداخل المنطقة كسيماو ورييس في الاتليتي، ماتا في فالنسيا وحتى خواكينالذي كان جناحاً كلاسيكياً جداً وجد نفسه مضطراً لتعلم هذه الامور حتىينافس بابلو هرنانديز الذي يمتلك هذه الامكانية من الاصل وبرع الجناحالاندلسي فيها هذا الموسم حتى الان.
4- الريال فقد ميزة سيرخيو راموسهذاعيب وقتي وفي طريقه للحل .. ريال مدريد حتى الان يفتقد لما كان يقدمهسيرخيو راموس على الرواق الايمن.. لهذا الامر سببين وهما اصابة الدوليالاسباني وعدم جاهزيته المثالية بدنياً والسبب الثاني هو التغيير المستمرلمركزه ما بين قلب الدفاع والظهير الايمن، لذلك وجدنا الريال يلعب بجبهةوحيدة هي جبهة مارسيلو الذي يقدم مستوى مميز لكن مع كامل الاحترام له فانمساندة راموس شيء اخر.
5- اصابات اضاعت التنوعمنالمفارقات ان اصابات الخط الخلفي للريال اكثر لكنه لم يتاثر، وذلك يرجعلان "فكر مورينيو تم تطبيقه وفهمه بسرعة" وربما يعود هذا الفهم السريع الىوجود كارفاليو الذي يعرف كيف يفكر مورينيو بدون ان يحتاج الاخير للتحدث،اما في الخط الامامي فان اصابة كناليس وكاكا ادتا لفقدان التنوع فيالريال فالتغيير الوحيد الهجومي المنتظر هو مشاركة بنزيما وياتي بعدهمشاركة بيدرو ليون لكن البحث عن صانع حقيقي للفارق في الوسط الهجومي غيرمتواجد لان الجميع متواجد من الاساس في الملعب.
6- الاحتيـــاج للوقــتبالفعليحتاج ريال مدريد لوقت لتظهر ملامح مورينيو عليه اكثر، فالفريق مازاليعتمد في الاغلب على الهجمات الغير مركزة، بمعنى انني كثيراً ما اشاهدتمريرة من تشابي الونسو او سامي خضيرة للاعب متواجد على الجناح قد يكونرونالدو او دي ماريا او بيدرو ليون او ربما مهاجم كبنزيما، فترى هذااللاعب ينطلق بالكرة ويسعى للتسديد حتى لو لم تكن هناك فرصة واضحة لهذاالامر وسط حالة من غياب التحرك بدون كرة على بقية لاعبي الخط الامامي وهميشاهدون زميلهم يقوم بهجمته الفردية وهو ما يفسر كم التسديدات التي يقومبها ريال مدريد على المرمى من خارج المنطقة بدون جدوى لانه لا يوجد مجالللتسديد المريح الذي يتم تحضيره من قبل القيام بقرار التسديد.
هناياتي دور مورينيو بالتركيز على التحرك اكثر بدون كرة وحث اللاعبين –بحزم-على التمرير الكثير وعدم الانطلاق بالكرة بدون تفكير في الجماعية التيستريح الفريق اكثر وتمنحه خيارات اكبر بجانب مساهمتها في فتح الثغرات بشكلاكبر، لانه عندما ينطلق لاعب بالكرة طوال الوقت تجد مدافعو الخصم يبداونفي ترتيب صفوفهم اما التمريرات السريعة والبينية فهي السلاح الفعال لخلقالثغرات مع اي فريق والوحيد الذي يحاول تطبيق هذا الامر من رباعي الخطالامامي هو مسعود اوزيل والاخير بطبيعة الحال مازال يتحسس خطاه في الليجاوليس مطالباً في الوقت الحالي بفهم طريقة تفكير كل لاعب في التحرك.. هذهالنقطة الاخيرة مهمة جداً ففي مانشستر يونايتد مثلاً تشعر ان جيجز حفظطريقة تحرك روني، وفي تشيلسي لن تندهش وانت تجد فرانك لامبارد يمرر الىالمكان الذي يتوقع ان يتحرك اليه دروجبا لانه يعرف جيداً انه سيذهب الىهناك في الثانية التالية وكل هذا ياتي مع الوقت والنظام في الملعب. الفرصالضائعة ليست دليل دامغ على لعب الريال بشكل مميز لان الفريق يصنع هذهالفرص في الاغلب بمهارات لاعبيه العالية وليس بجمل تكتيكية تتوقع ان تتكررفي كل مباراة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه .. هل الريال يملك ترف الوقتليصبر على فريقه ام ان هذا الوقت سيكون سبباً رئيسياً في اكتشاف البلانكوسان مهمة احراز اللقب باتت تعتمد فقط على تعثر الاخرين اكثر ؟